أهالي تدمر والسخنة وحدة العيش والمصير البائس المشترك
كان أهالي السخنة وتدمر ومنذ البداية مثالا للتعايش المشترك. فقد وحدتنا الجغرافية والحياة الإجتماعية. وتقاسمنا سوية النخيل والزيتون ولحوم الأغنام الطازجة ومشتقات الألبان من كدنا وتعبنا وعرق جبيننا وصدرناها لجميع أنحاء سوريا. وحولنا الصحاري القاحلة إلى واحات تعج بالحياة وتنبض بروح الحيوية والنشاط.
كان أهالي السخنة وتدمر ومنذ البداية مثالا للتعايش المشترك. فقد وحدتنا الجغرافية والحياة الإجتماعية. وتقاسمنا سوية النخيل والزيتون ولحوم الأغنام الطازجة ومشتقات الألبان من كدنا وتعبنا وعرق جبيننا وصدرناها لجميع أنحاء سوريا. وحولنا الصحاري القاحلة إلى واحات تعج بالحياة وتنبض بروح الحيوية والنشاط.
وشاء الله وبعد الحروب التي نعانيها حاليا أن نشترك أيضا بالمصير البائس. فعانوا مثل ما عانينا، فمن حصار وتنكيل، لنزوح وتشرد، لمخيمات لا ترحم احد في الصحاري القاسية. لطائرات لا تعرف هدفا لها سوى هذه الخيم المهترئة والمساكين الساكنين فيها، لمجتمع صامت متفرج على قتلنا وتهجيرنا وتشريدنا. ليصل بحالنا إلى مخيمات على الحدود لا ماء فيها ولا دواء. ولا معين لنا فيها سوى الله سبحانه وتعالى بالرغم من أن إخوة لنا في الدين والعروبة يبعدون عنا أمتار قليلة لكنهم يمنعون عنا كل شيء، ويوصدون أبوابهم أماما ليتركونا نموت ببطء وحسرة.
حتى من يهاجر من اهالينا إلى الشمال السوري يكون عرضة للخطر أو للإعتقال أو القتل بحجة أننا نأتي من مناطق يسيطر عليها داعش. وكأننا نحن المدنيون المسالمون دواعش. أو أننا نحن الذين أتينا بهم ونصبناهم آمرين على مناطقنا.
وكلما انتقلنا الى منطقة جديدة آمنة تتحول إلى جحيم وويل علينا. فتدمرت حميمة والطيبة والكوم واللاطوم والقليع ومازال القصف يطول كل منطقة نصل اليها. وكأنهم يقولون لنا أخرجوا من هذه الأرض صاغرين. فإنها لم تعد لكم. ويرفعون الآن فيها أعلام مختلفة، وكلها طائفية أو استعمارية محتلة.
لم نعاني نحن أبناء السخنة و تدمر وأريافها من القصف والقتل والتشرد فقط. ولكن ما يحرق قلوبنا أكثر هو الصمت الإعلامي المريب. فيوجد في سوريا عشرات المحطات الفضائية ومئات من الصفحات الثورية وآلاف من حسابات الناشطين. ولم نرى منهم أي تغطية إعلامية. بل صمتا مخيفا نكاد نراه تواطئا يزيد من محنتنا ويشد من عزيمة المجرمين ليتمادوا أكثر في قتلنا وتهجيرنا.
ونرى أيضا الجمعيات الإغاثية والمؤسسات الإنسانية تنشط في كل مكان في سوريا بل وحتى في مناطق النظام ماعدا مناطقنا. فمن يتحجج بالخوف من داعش نقول له مخيم الرقبان لا تستطيع داعش الوصول إليه. وهو مفتوح للجميع ولكن لم نرى أحدا يأتي ويسأل عن أحوال أهالينا هنالك أو أن يقدم لهم شيئا من الأدوية أو الأطعمة.
من ينظر الآن إلى تدمر والسخنة لا يرى فيها سوى الدمار. فكل شيء جميل فيها تَدَمَر. ولا يوجد فيها سوى القطط والكلاب المشردة. مدينتان كانتا تعج بالناس والبدو والزوار والسياح وعابري الطريق. تحولتا لكتل من الدمار ولمدن أشباح. وأهاليها مذلولين مبعثرين لم يعد فيهم من يقوى على مقارعة مآسي الحياة القاسية.
فكأنه مكتوب على هاتين المدينتين أن تتقاسما مر الحياة ومآسيها سوية كما كانتا تتقاسمان حلوها سابقا. وأن تعانيا من التشرد والتهجير بعد أن كانتا تأوي على أكثر من مئة ألف لاجئ. وأن يواجه أبنائهما الجوع والعطش بعد أن كانتا تطعمان اللاجئين وعابري الطريق. بل كانتا ترسلان المساعدات لإخوتنا في باقي المحافظات.
اقرأ أيضا
- تطورات ميدانية في محيط السخنة وهجمات لتنظيم الدولة في عمق البادية
- شجار بالعصي والحجارة بين السخاني والشعيطات في شانلي أورفا (فيديو)
- قصف إسرائيلي طال الميليشيات الإيرانية في السخنة واستهداف اجتماعاً استخبارياً في تدمر
- بادية السخنة واقتصاد النظام المنهار
- صور للأقمار الاصطناعية تبين موقع قوات النظام الذي تم استهدافه من قبل إسرائيل في السخنة أمس
قد تعجبك
- طريقة نشر مقاطع فيديو في سناب شات مدتها أكثر من دقيقة ومن نفس تطبيق سناب شات
- تطبيقات لهاتفك الذكي تساعدك على تعلم اللغة التركية مميزة وجيدة
- هذه الأسباب التي من الممكن أن تسبب حظر رقمك في الوتساب
- تشغيل اليوتيوب بالخلفية لأجهزة الايفون
- طريقة حجب الرسائل النصية المزعجة لنظام ايفون آبل
- اسهل طريقة لحفظ محادثات الوتساب مع امكانية استرجاعها بسهوله اذا انحذفت المحادثات