كانت وما ﺯﺍلت ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻗﻠﻬﺎ ﺃﺑﻨﺎﺀ المناطق الشرقية عنه ﻓﺎﺭﺗﺒﻂ ﺍﺳﻤﻪ ﻃﻮﻳﻼً ﺑﺎﻟﺨﺮﺍﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ الأﻫﺎﻟﻲ لترﺑﻴﺔ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﻓﺘﻮﺍﺭﺛﻪ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺪﺍﺩ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺃﻧﻪ " ﺳﺤﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﺒﻖ " .
« ﺇﻥ " ﺳﺤﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﻖ " ﻗﺼﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺗﺘﻮﺍﺭﺛﻬﺎ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺷﻜﻠﻪ ﻳﺸﺒﻪ " ﺍﻟﻘﻄﺔ " ﺃﻭ " ﺍﻟﺒﺰﻭﻥ " ﻣﻦ ﻓﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﻐﺮﻳﺮﻳﺔ ﻭﻫﻮ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻣﻔﺘﺮﺱ ﻳﻤﺘﺎﺯ ﺑﻤﺨﺎﻟﺐ ﻗﻮﻳﻪ ﻭﻓﻚ ﻣﺘﺤﺮﻙ ﻣﺜﻞ " ﺍﻷﻓﻌﻰ .«"
« ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﻟﻴﻼً ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ " ﺍﻟﺒﻮﻛﻤﺎﻝ " ﻗﺮﻳﺔ " ﺍﻟﺒﺎﻏﻮﺯ " ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﻤﺒﻬﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﻬﺮﻩ ﺣﺎﺭﺱ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ " ﺳﺤﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﺒﻖ " ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﻫﺮﻭﺑﻪ ﻭﻟﻤﺎ ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺻﺮﺍﺥ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﺫﻫﺐ ﻳﻘﻔﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﺧﺘﻔﻰ ﻃﺒﻌﺎً، ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﻤﺒﻬﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺎﻑ ﻣﻨﻪ
وﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻥ ﻣﻮﻃﻨﻪ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻗﺪ ﻫﺮﺑﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﺗﻮﺯﻋﺖ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻀﺎً ﻗﺼﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻓﺮﻳﺴﺘﻪ » .
« ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﻳﺨﻔﻦ ﺃﻭﻻﺩﻫﻦ ﺏ " ﺳﺤﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﺒﻖ " ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ " ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﻛﻠﺖ ﻳﺠﻲ ﺳﺤﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﻖ ﻭﻳﺎﻛﻠﻚ " ﻭﻳﺪﺏ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻭﻳﻄﻴﻊ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺃﻣﻪ ﻓﻮﺭﺍً، ﻭﻣﻦ ﻣﻴﺰﺍﺗﻪ ﺃﻧﻪ ﻃﻮﻳﻞ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺘﺮ ﻭﻳﻤﺘﺎﺯ ﺑﺼﺪﺭ ﻋﺎﻝ ﻳﺸﺒﻪ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﻀﺒﻊ ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ ﺗﻐﻨﺖ ﺑـ " ﺳﺤﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﻖ " ( ﻣﺨﻮﻑ ﺍﻟﻮﻳﻼﺩ ) ، ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻏﺮﻳﺐ ﻋﺠﻴﺐ ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻧﻪ ﻳﻜﺘﻒ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺑﺠﺴﻤﻪ ﻭﻻ ﻳﻤﻮﺕ ﺑﺄﻱ ﺿﺮﺑﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺼﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻟﻴﻤﻮﺕ، ﻭﻳﺴﻜﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﻮﻋﺮﺓ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻳﺘﻮﺍﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ » .
« ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺙ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻟﺪﻯ ﺃﺑﻨﺎﺀ المناطق الشرقية ﻭﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺨﻮﻳﻒ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺟﻌﻠﻬﻢ ﻳﻨﺼﺎﻋﻮﻥ ﻷﻭﺍﻣﺮ ﺃﻣﻬﻢ ﻓﻬﻮ ﺃﺻﺒﺢ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻣﻨﻪ » .