منذ سنتان وأهل السخنة في هروب دائم من بطش النظام المجرم وحتى ولو كان بعيدا فحمم طائراته تحصد الأرواح وتقطع الأجساد
لم يدع أهل السخنة مكانا إلا نزحوا إليه يطلبون القليل من الأمن بعيدا عن قصف النظام ولكن لم يحالفهم الحظ بتاتا
سنتان من التعب والجهد والمشاق والحياة المريرة يواجهونها لينعموا بشيء ولو يسير من الهدوء فكانت البادية وصحرائها الملجأ الأخير فافترشوا أرضها والتحفوا سمائها
فكانت أخر مكان ينزحون إليه وأخر عهد لهم بالسخنة أخر مكان أجبرهم النظام المجرم على تركه بفعل إجرامه وحقده
ترك أهل السخنة البادية السورية التي إلتجأوا إليها ليتوجهوا إلى مناطق أخرى آملين بالعيش الهادئ فلم تكن الميادين أو البوكمال أو العشارة وحتى المنصورة محققة لتلك العيشة الهادئة ليبدأ أهل السخنة مسيرة جديدة من الهجرة بإتجاه مناطق جرابلس وأعزاز وإدلب عابرينها إلى تركيا أو مستقرين بها تسبقهم الرغبة بوضع مستقر ولو قليلا
وقصة العبور إلى المنصورة ليست بالسهله فالطرق الترابية الصعبة وقلة السالكين لها و وجود النظام في مناطق الزمله وغيرها جعل منها طرق خطرة جدا
فالوصول إلى المنصورة بداية مشقة كبيرة أولها صعوبة الوضع الغير مستقر في المنصورة وثانيها صعوبة العبور عبر الأراضي المحتلة من قبل الأكراد والذين لا يميزون بين الدواب وبين البشر فمعاملتهم العنصرية السيئة من أشد المعاملات بشاعة واستغلالا
فطريق الذهاب لجرابلس أو أعزاز ضمن الأراضي المحتلة من قبل الأكراد يعاني فيها الكثيرون من الصعوبة والاستغلال والإجبار على دخول مخيمات نزوح للتسجيل فيها فقط وهي مخيمات لا تليق بالبشر عداكم عن التفتيش والمضايقات وترفيق الناس ضمن قوافل يشرفون عليها حتى الخروج من المناطق المحتلين لها مع عدم السماح للعابرين بدخول منبج وغيرها
أما مناطق جرابلس وأعزاز فهي أقل قساوة وأحسن حال مع بعض المضايقات والإعتقالات بحجة داعش وبعض الحجج الواهية
ثم من أراد التوجه لإدلب من أعزاز وجب عليه دخول عفرين ليبتعد عن مناطق النظام وهي لا تقل حقارة واستغلال من باقي مناطق سيطرة الأكراد الأخرى ففي عفرين هنالك الترفيق وأخذ الرسوم جمركية على الأشخاص والآليات وغيرها
أما في إدلب فالأوضاع أفضل وأقل مضايقة لتأتي بعدها الخطورة بمحاولة الهروب لتركيا في ظل مخاطر كبيرة من إطلاق النار والكلفة العالية للتهريب والمشقة الكبيرة بالهروب
هذا ما جلبه لنا النظام وبطشه جلب الخراب والتهجير والقصف والملاحقات حتى لم تسلم منه البادية بصحرائها وحرها ولهيبها