>
الفريق الإعلامي الفريق الإعلامي

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...
random

رحلة شعب من الموت إلى الموت

بالأمس القريب استشهد ثلاثة عشر مدنياً من أبناء مدينة السخنة في قرية البارودة غربي الرقة. القصة لا تستحق المرور عليها مرور الكرام. هي قصة شعبٍ نشئ وترعرع في صحراء سوريا ورضي بعيشته فيها بالرغم من افتقارها لأبسط مقومات الحياة


شعب حول صحراء قاحلة لبلد جميل رائع ومركز تجاري ضخم وسوق يأتيه الناس من كل مناطق البادية . ومع بداية الثورة قام جميع أبناء السخنة يداً واحدة وثاروا ضد الظلم تضامناً مع أطفال درعا بالتزامن مع المظاهرات التي عمت أرجاء سوريا. النظام حينها لم يرحم أحدا وأخذ يعتقل الشباب يعذب ويقتل فيهم بل تجاوز ذلك وبدأ يفجر منازل أهالي السخنة فوصل عدد المنازل التي فجرها حوالي 50 منزل


تفاوتت السيطرة على السخنة من النظام للواء الإسلام في البادية ومن ثم عودتها للنظام وأخيرا سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية عليها. وفي كل هذه المراحل كان الأهالي هم الضحية الأولى والأخيرة, فهم الخاسر الأكبر بل الوحيد في هذه المعمعة. أصبح النظام يستهدف" الأهالي فقط" من خلال طائراته وطياريه المجرمين


فارتكب عدة مجازر في السخنة اضطرتهم" من هولها" للنزوح إلى الصحراء فاضطروا للعيش في خيمٍ بسيطة لا تقيهم حر الشمس ولا برودة الشتاء ولا قساوة الصحراء و غبارها. لم يكتفي النظام المجرم بذلك, بل لحقهم إلى تلك الخيم واستهدف كل تجمعاتهم فقتل منهم ما قتل وحرق ما تبقى من ممتلكاتهم و خيم وسيارات وأغنام


أصبح الأهالي في حالة يُرثى لها وصاروا يبحثون عن أي مكان يقيهم من جور طائرات الموت هذه. فرحل قسم منهم الى مخيم الرقبان على الحدود الأردنية وقسم آخر ذهب لمنطقة حميمة بالقرب من الحدود العراقية وآخرون التجأوا إلى الرقة وريفها ووصلت بعض العائلات إلى أرياف حلب وإدلب ناهيك عن مئات العائلات التي تمكنت من الهجرة لخارج سوريا. ظن الأهالي أن بتواجدهم في مناطق ليست تابعة للنظام أنهم سلموا من الظلم فلاحقتهم طائرات التحالف لتكمل ما بدأ به النظام


فتلك الطائرات تقتل بالعشرات بل وصل بهم الأمر لقتل أكثر من 300 لاجئ في مدرسة البادية في المنصورة منذ أشهر قليلة. ومنذ يومان, سقط الضحايا الثلاث عشرة الذين باغتهم الطيران المجرم ودمر منازلهم فوق رؤوسهم و لم يخرج أحد على قيد الحياة من تحتها. عمت الفاجعة جميع أنحاء البلاد وانتشر الرعب في قلوب جميع ساكني تلك المناطق. في اليوم الثاني هربت عائلة من أبناء السخنة من بلدة المنصورة علها تجد مأوى يقيهم من هذا الطيران الوحشي, فباغتهم لغم أرضي وقتل امرأة وابنها ليلاقيهم الموت الذي فروا منه ولكن هذه المرة بلغم أرضي وليس بطيران


فأين يذهب الناس: إن نزحوا باتجاه الأكراد إعتقلوهم بحجة وجودهم في مناطق داعش وإن نزحوا باتجاه مناطق النظام فإنه لا يحتاج لمبرر لإعتقالهم. حتى أنه لم يسلم بعض شبابنا حين نزحوا لمناطق المعارضة, والحجة موجودة لدى الجميع للقتل أو للإعتقال. الموت يلاحق أهالينا في كل مكان والفاجعة أنه لا ينصفنا أحد ولا يتم ذكرنا ولو بكلمة عابرة عبر وسائل الإعلام. وكأننا لاشيء بالنسبة للبشرية أو ما يسموها بالإنسانية


فقد سقطت الأقنعة عن الجميع. هي حرب قتل وتهجير وتشريد يقوم بها الجميع ضدنا. وكأنهم يقولون لنا اخرجوا فهذه الأرض لم تعد لكم. انتشروا في أصقاع الأرض وعيشوا فيها بدون كرامة. فمن لم يعد لديه وطن قد خسر كل شيء


بقلم : الفريق الإعلامي

بقلم : الفريق الإعلامي

مدونة عربية ناشئة تهتم بكل ما هو جديد بما يخص السخنة والبادية السورية في مجال الأخبار والمجتمع والسياسة .

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

الفريق الإعلامي

2022