السخنة وتضاريسها ومناطق باديتها والطرق المؤدية إليها ونباتها ومياهها الجوفية
عندما نسمع بالمقولة التي تقول بأن السخنة محطة للقوافل القديمة في طرق التجارة المارة بالبادية لابد من توضيح ذلك ومعرفة بعض الأمور حول ذلك وكيف كان لأهل السخنة ذلك الدور الكبير في استقبال القوافل والاستفادة منها وإفادتها ولذلك أصبحت السخنة تجمعا بشريا في هذا المنطقة والتي تواجدت بها المياه والسهول التي شكلت الطرق السهلة.
عمل أهل السخنة قديما ضمن السخنة بالخانات لاستقبال القادمين وعابري السبيل واقتنوا الجمال التي لها دور في حمل القوافل وكان لخبرتهم في شق الطرق وركوبها دور في مساعدة القوافل في طريق الحرير التجاري.
سنستعرض هنا ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﺒﺎﺩﻳﺔ ﺍلشامية ﻭﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮ التجاري القديم وموضع السخنة فيها.
ﺗﻌﺪ بادية السخنة ﺟﺰﺀﺍً متواضعا ﻣﻦ ﺑﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺸﺎﻡ وﺗﺸﻤﻞ بادية السخنة منطقة السخنة وما حولها وهي جزء من ﺍﻟﺒﺎﺩية ﺍﻟﺘﺪﻣﺮﻳﺔ والتي هي ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﺍﻟﻘﺮيبة ﻣﻦ ﺗﺪﻣﺮ ﻭﺣﻮﺿﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻓﻴﺎﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺩية ﺍﻟﺴﻮﺭية.
ﺗﻌﺪ بادية السخنة ﺟﺰﺀﺍً متواضعا ﻣﻦ ﺑﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺸﺎﻡ وﺗﺸﻤﻞ بادية السخنة منطقة السخنة وما حولها وهي جزء من ﺍﻟﺒﺎﺩية ﺍﻟﺘﺪﻣﺮﻳﺔ والتي هي ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﺍﻟﻘﺮيبة ﻣﻦ ﺗﺪﻣﺮ ﻭﺣﻮﺿﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻓﻴﺎﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺩية ﺍﻟﺴﻮﺭية.
ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮ التاريخية ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻟﻔﻲ ﺳﻨﺔ ﻣﻀﺖ، فإن ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻌﻨﺎصر البيئية ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ الطبيعية ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻄﺎﻋﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻗﺒﻞ ﻭﺻﻮﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ المتوسط له أثر في صياغة وضع الطرق والتجمعات البشرية في البادية.
تعد طريق الحرير البرية واحدة من أهم الطرق القديمة وأطولها وأشهرها في العالم ، امتدت من الصين إلى سواحل البحر المتوسط الشرقية وإلى بيزنطة بمسافة تقدر بنحو 9000 كيلومتر . وترجع شهرة الطريق إلى القرن الثاني ق.م ، الذي يرى الباحثون أنه التاريخ المتفق عليه لنشأتها ولقد استمر نشاطها حتى القرن الثامن الميلادي ، أي قرابة ألف عام.
أﺭﺽ ﺍﻟﺒﺎﺩية ﻭﺗﻀﺎﺭيسها
ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻷﺻﻘﺎﻉ ﺍﻟﻮﺍقعة ﻳﻤﻴﻦ ﻭﺍﺩﻱ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﺑﺎﺳﻢ (ﺍﻟﺸﺎمية ) . ﻧﻘﺴﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎحية ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻹقليمية ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎمية ﺍﻟﺸﻤﺎلية ، ﻭﺍلشامية ﺍلفعلية ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺎﺩية ﺍﻟﺴﻮﺭية ، يفصلهما ﻋﺎﺭﺽ ﺗﻀﺮﻳﺴﻲ ﻳﺆﻟﻒ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﺘﺪﻣﺮﻳﺔ.
ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭية ﻋﺮﻓﺖ ﻗﺪﻳﻤﺎً ﺑﺒﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺓ، ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻳﺎﻗﻮﺕ الحموي ﺑﻘﻮﻟﻪ “ ﺇﻧﻤﺎ ﺳﻤﻴﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺓ ﻷﻧﻬﺎ ﺃﺭﺽ ﻣﺴﺘﻮﻳﺔ ﻻ ﺣﺠﺮ ﻓﻴﻬﺎ … ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﻡ ” ﻭﺗﺆﻟﻒ ﺇﻗﻠﻴﻤﺎً ﺟﻐﺮﺍفيا ﻳﻤﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺠﻨﻮبي ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻴﺎفي ﺍﻟﻐﺮبية ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﺒﻘﺎﻉ ﺍﻟﺸﺮقية ﻣﻦ المملكة ﺍﻷﺭﺩنية ﻭﺷﻤﺎﻟﻲ المملكة ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﻭﺗﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﺴﻮﺭية ﺃﻳﻀﺎً.
ويقسم هذا الإقليم إلى منطقتين جغرافيتين هما الحماد في الغرب والجنوب والفيضات مع الوديان في الشرق وباتجاه وادي نهر الفرات.
ﺗﻨﺘﻬﻲ البادية ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻋﻨﺪ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﺘﺪﻣﺮﻳﺔ ﻭﺟﺒﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ . ﻭﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺷﺮﻳﻂ ﺍﻟﺘﻤﺎﺱ ( البادية ـ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ) ﻳﻘﻊ ﺣﻮﺽ ﺗﺪﻣﺮ ﺍﻟﻤﻐﻠﻖ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﺩية ﺗﺪﻣﺮ، ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮَﺑَﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺭﺓ، ﻭﻣﻨﻔﺬ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤَﺪَﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ.
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻳﻂ ﻭﻓﻲ ﺣﻮﺽ ﺗﺪﻣﺮ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﺑﻴﺌﺘﺎﻥ ﻫﻤﺎ:
- ﺑﻴﺌﺔ ﺟﺒﻠﻴﺔ ﺟﺎﻓﺔ ﺟﺮﺩﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ
- ﺑﻴﺌﺔ ﺳﻬﻠﻴﺔ ـ ﻫﻀﺒﻴﺔ ﻣﻨﺒﺴﻄﺔ ﺻﺤﺮﺍﻭية ﺣﺘﻰ ﺷﺒﻪ ﺻﺤﺮﺍﻭية ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﺸﺮﻕ
ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺒﺎﺩية ﺍﻟﺴﻮﺭية منبسطة كونت الفيافي ﺍﻟﺸﺎسعة المنبسطة ﺍﻟﻌﺪيمة ﺍﻻﻧﺤﺪﺍﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﺫﺍﺕ ﺍلتموجات الضعيفة الواسعة ﺍﻟﻮﺍقعة ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎعاﺕ ﺗﺮﺍﻭﺡ ﺑﻴﻦ 250 ـ 600ﻡ ﻓﻮﻕ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﻣﻊ ﻓﻮﺍﺭﻕ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺘﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﺩ ﻭﺍلفيضات.
ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺒﺎﺩية ﺍﻟﺴﻮﺭية ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺘﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﺩ والفيضات ﻭﺗﻮﺍبعها ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺲ ﺟﻐﺮﺍفية ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ . ﻓﻔﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ يوجد ﺟﺮﻑ ﺍﺭﺗﻔﺎعه ﺑﻴﻦ 30 ـ 60 ﻣﺘﺮ ﻭﻃﻮﻟﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 80 ﻛﻢ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑﻴﻦ المنطقتين . ﻓﺈﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﻐﺮﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺄﺳﻤﺎﺀ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﺜﻞ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻌﻠﺐ ﻭﻓﺮﻭﻉ ﺗﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﺐ ﻭﻇﻬﺮ ﺣﻤﺮﺓ ﺍﻟﺰقف، ﺗﻤﺘﺪ ﻫﻀﺒﺔ ﺍﻟﺤﻤﺎﺩ، ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﺒﺴﻂ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎت وتوابعها.
ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺤﻤﺎﺩ
ﻭﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺤﻤﺎﺩ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﺕ، ﻭﻳﻘﻊ ﻣﺴﺘﻮﺍها ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺤﺪﻭﺩ 600 ﻣﺘﺮ ﻓﻮﻕ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺒﺤﺮ ، ﻭﺗﺆﻟﻒ ﻫﻀﺒﺔ ﻭﺍﻃﺌﺔ ﻣﺘﺮﺍمية ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺏ ﺣﻮﺽ ﺗﺪﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺻﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ، ﺃﺭﺿﻬﺎ ﻣﻨﺒﺴﻄﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻧﺤﺪﺍﺭﺍﺕ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺟﺪﺍً، ﻣﺴﺘﻮﻳﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﺑﻘﺎﻉ، ﻭﻣﺘﻤﻮجة ﻣﻊ ﻓﺮﻭﻕ ﺍﺭﺗﻔﺎعاﺕ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﻉ ﺃﺧﺮﻯ.
ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﺩ ﻏﻨﻲ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺣﻮﺍﺽ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ المغلقة، ﺣﺘﻰ ﻋُﺮﻑ ﻭﺳﻄﻪ ﺑﺄﺭﺽ ﺍﻟﺨﺒﺎﺭﻱ . ﻭﻓﻲ المنطقة ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺩﻳﺔ السيلية ﺍﻟﻘﺎﺩمة ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻌﺎلية ، ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻋﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﺼﺮيف ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ، ﻭﺗﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﺃﻭ المنخفضات المغلقة ﺍﻷﺧﺮﻯ.
ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻐﻄﻲ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻔﺎصلة ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻭﺩﻳﺔ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﺷﺒﻪ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﺎتاﺕ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻏﻄﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺰﻭﺍيا ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺍﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﻜﻠﺴﻲ، ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺖ ﺇﻟﻰ تسميتها ﺑﺎﻟﺤﻤﺎﺩ ﺃﻱ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﺤﺠﺮية.
ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﺕ
ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻫﺬﻩ المنطقة ﺍﻟﻮﺍقعة ﺷﺮﻕ ﻭﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺤﻤﺎﺩ ﺑﺎﻧﺨﻔﺎﺿﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﺫ ﻳﻘﻊ ﺍﺭﺗﻔﺎعها ﺍﻟﻤﺘﻮسط ﺑﺤﺪﻭﺩ 200 ـ 300 ﻣﺘﺮ ﻓﻮﻕ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺒﺤﺮ.
ﻭﺑﺄﻧﻬﺎ ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﻷﻭﺩية وبالفيضات ﻭﻫﻲ ﻣﻨﺨﻔﻀﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﻤﻖ ﺗﻔﻴﺾ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺿﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﻮﻝ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﺳﻤﻬﺎ.
وﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﺨﺪﺩﺍً ﻣﻦ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺤﻤﺎﺩ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺍﻷﻭﺩﻳﺔ السيلية ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻄﻌﻪ ﻭﺗﺘﻌﻤﻖ ﻓﻴﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ /50/ ﻣﺘﺮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﺍﻟﻮسطى ﻭﺑﺤﺪﻭﺩ20 ـ /30 ﻣﺘﺮﺍً ﺃﻭ ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ.
ﻭﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺑﻴﻦ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻭﺟﺮﻑ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻌﻠﺐ ﻭﺗﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﺐ ، ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻭﺩﻳﺔ ﻋﺎﻣﺞ ( ﺃﻭ ﻋﻤﺞ ) ﻭﻭﺍﺩﻱ ﺣﻮﺭﺍﻥ ﻭﻫﻮ ﺃﻛﺒﺮﻫﺎ ﻭﺃﻃﻮلها ( 445 ﻛﻢ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً )، ﻭﻛﻼﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﺛﻢ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺮﺗﻘﺔ ﻭﺭﺍﻓﺪﻩ ﻋﻜﺎﺷﺔ ﻓﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻭﺭﺍﻓﺪﻩ ﺍﻟﻮﻋﺮ ﺛﻢ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﺨﻮيمة ﻭﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺼﺮﺍيم ﻓﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﻤﺮبعة ﺗﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺃﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﻐﻀﺒﺎﻥ ﻭﺍﻟﻬﻴﻞ ﻭﺍﻟﻀﺒﺎﻋﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ.
ﻭﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻷﻭﺩﻳﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻘﻄﺎعاﺕ ﻭﺫﺍﺕ ﻗﻴﻌﺎﻥ ﻣﻨﺒﺴﻄﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺑﻴﻦ /500 ـ1000 ﻣﺘﺮ / ﻭﺳﻄﻴﺎً والكثير ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﻤﺮبعة ﻭﺍﻓﺮﺓ ﺍﻟﻤﺮﻋﻰ ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺠﻮفية ﺍﻟﻘﺮيبة ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻄﺢ مثل آبار الصرايم والمربعة وحميمة ذات المياه العذبة ، ﺗﻜﺜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻵﺑﺎﺭ والحسيان ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﺕ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﻗﺒﺎﻗﺐ ﻭﺍﻟﺠﺐ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﻮﻳﻨﻊ والمالحة ﻭﺍﻟﻤﺮبعة وفيضة شامان ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ.
ﻣﻴﺎﻩ البادية ونبيتُها
ﻳﺮﺍﻭﺡ ﻋﺪﺩ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺳﻄﻮﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﺴﻨﻮية ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺩية ﺍﻟﺴﻮﺭية ﻋﺎﻣﺔ ﺑﻴﻦ /3400 ـ3700 / ﺳﺎﻋﺔ ﻭﺃﻣﻄﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺴﻨﻮية ﺍﻟﺤﺎلية ﺑﻴﻦ 70/ ـ 130 ﻣﻢ / ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺍﺕ ﻋﺎﻟﻴﺔ والتبخر ﻣﺮﺗﻔﻊ ﺟﺪﺍً.
والنتيجة الطبيعية ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺠﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﺴﻄﺤﻲ ﺍﻟﻤﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺩية ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﻮﻝ ﺍﻟﻤﺆقتة ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ ﺇﺛﺮ ﻫﻄﻮﻝ ﺃﻣﻄﺎﺭ ﻛﺎﻓﻴﺔ . ﻟﺬﺍ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺟﻮﻓﻴﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎً، ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻴﺎﻩ ﺳﻄﺤﻴﺔ مؤقتة.
اﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺠﻮفية
ﻭﺍﻵﺑﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﺕ والوديان ﻭﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﺪﺩﺍً ﻭﺃﻗﻞ ﻋﻤﻘﺎً ﻣﻦ ﺁﺑﺎﺭ ﺍﻟﺤﻤﺎﺩ، ﺃﻏﻠﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻛﻮﺍﺩﻱ ﺣﻮﺭﺍﻥ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ.
ﻛﺬﻟﻚ ﺍﺑﺘﺪﻉ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ الضمنية ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺑﺎﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ والسخنة ﻭﺗﺪﻣﺮ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﺸﺄ ﺍﻟﺒﺮﻙ وصهاريج ﺟﻤﻊ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻭﺍﻟﺴﻴﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻨﻬﺎ.
ﻭﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ ﺍﻟﻤﺎئية ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻭﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻬﺪين ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺘﺪمري، ﺃﻭ ﺃﻗﺪﻡ ﻣﻨﻬﻤﺎ.
ﻧﺒﻴﺖ ﺍﻟﺒﺎﺩية
ﺳﺎﺩﺕ ﺗﻜﻮﻳﻨﺎﺕ ﻧﺒﺎﺗﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﻭﺗﻨﻮﻋﺎً ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ﺟﻨﺒﺎﺕ ﻗﺰﻣﺔ ﻣﺨﺘﻠﻄﺔ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﺗﺄﺗﻠﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺠﺎفة، ﺗﺘﺪﺍﺧﻞ ﻣﻊ ﻏﻄﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ، ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﺑﺎﻷﺷﺠﺎﺭ . ﻭﻟﻘﺪ ﻗﺪﺭﺕ ﻛﺜﺎﻓﺔ التغطية ﺍﻟﻨﺒﺎتية ﻟﺴﻄﺢ ﺍﻟﺒﺎﺩية ﺑﻨﺤﻮ 10 ـ %40 ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎحة ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻊ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺜﺎفة ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﻣﺠﺎﺭﻱ ﺍﻷﻭﺩﻳﺔ . ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﻣﺮﻋﻰ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﺪﻭﺍﺏ ﺍﻟﻘﻮﺍفل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻟﻠﺒﺎﺩية ﺍﻟﺴﻮﺭية ، ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻋﻨﺼﺮ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ الطبيعية ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ الطبيعية الإيجابية ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺩية ﺍﻟﺴﻮﺭية.
ﻣﺤﺎﻭﺭ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺩية ﺍﻟﺴﻮﺭية
ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺒﺎﺩية المنبسط ﻭﺷﺒﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻟﻠﺒﺎﺩية ﻓﻲ ﺯﻣﺮﺓ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻋﺎﻣﺔ . ﻓﻤﺎ ﺃﻥ ﺗﺠﺘﺎﺯ ﺍﻟﻘﻮﺍفل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻭﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺸﺎمية ، ﺣﺘﻰ ﺗﺠﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺻﻘﺎﻉ ﺷﺒﻪ ﺻﺤﺮﺍﻭية ﻭﺣﺘﻰ ﺻﺤﺮﺍﻭية .
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻮﺯيع ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﻟﻠﻮﺣﺪﺍﺕ التضريسية ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﻻﺯﺍﻝ ﻳﻔﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺤﻮﺭﻳﻦ ﺃﺳﺎسيين ﻟﻠﺴﻴﺮ ﻭﺭﺳﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎلك ﻫﻤﺎ:
ﻣﺤﻮﺭ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ
اﻟﺬﻱ ﻳﺴﺎﻳﺮ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﺣﺘﻰ ﻣﺴﻜﻨﺔ ﺛﻢ ﻳﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﻠﺐ ﻓﺂﺳﻴﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭية ﻓﻲ كيليكية، ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮسط. ﻭﻻ ﻳﻤﺮ ﺑﺘﺪﻣﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ.
ﻣﺤﻮﺭ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ـ ﺍﻟﺒﺎﺩية ﺍﻟﺴﻮﺭية ـ ﺗﺪﻣﺮ
ﻭﻳﺴﻴﺮ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺠﺒﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺣﻮﺽ ﺗﺪﻣﺮ، ﻭﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺩﻣﺸﻖ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺣﻤﺺ ﻋﺒﺮ ﺳﻬﻞ ﺍﻟﺪﻭ.
ﺗﺴﻠﻚ ﻣﺤﻮﺭ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ـ ﺗﺪﻣﺮ ﻋﺪﺓ ﻃﺮﻕ ﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺪﻣﺮ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺩية ﻭﻣﺴﺎلكها ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎضر مرورا بالسخنة ومناطقها المحيطة.
هناك بعض ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻓﻌﺖ ﺑﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺍصلاﺕ ﻟلإﻟﺘﻘﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﻭﺭ من السخنة ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ . ﻓﻬﻨﺎ ﺳﺎﻋﺪﺕ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ الطبيعية ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﺸﺮﻱ، ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﻟﻠﻄﺮﻕ ﻟﺘﻮﺍﻓﺮ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻐﺬﺍئية ﻭﺍﻟﻌﻠﻒ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺒﺎﺩية ﻭﺗﻤﺎسها ﻣﻊ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ مثلها مثل تدمر ولكن بشكل أقل
ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﻟﻠﺒﺎﺩية والسخنة ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻭﺗﺪﻣﺮ ﺍﻟﺼﺎلحة ﻟﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﻮﺍفل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻃﺮﻳﻖ ﻫﻴﺖ ـ ﺗﺪﻣﺮ
ﻭﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻫﻴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻭﺗﺘﺠﻪ ﺷﺮﻗﺎً ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺮ ﻛﺒﻴﺴﺔ ﻓﻘﺼﺮ ﻋﺎﻣﺞ ﻓﺎﻟﻘﻌﺮﺓ . ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﺛﻢ ﻣﺤﻮﻳﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺩﻱ ﺣﻮﺭﺍﻥ ﺛﻢ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺤﻠﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﻴﺐ ﺍﻟﺤﻠﻘﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ، ﻭﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﻮﺽ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﺍﻵﺑﺎﺭ والحسيان ﻭﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺜﻐﻮﺭ والمعسكرات ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻡ الصلابيخ ومسيليط ﻭﺁﺑﺎﺭ ﺳﺠﺮﻱ، ﺗﺴﻴﺮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﺤﺎﺫﻳﺔ ﻷﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﺠﺮﻑ ﺍﻟﺼﺨﺮﻱ ﺍﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﺩ والفيضات ﻓﻲ ﻓﺮﻭﻉ ﺗﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﺐ ﻭﻃﺮﻕ ﺍﻟﻌﻠﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﻮﺽ ﻓﺄﻡ ﺍﻟﻌﻤﺪ ﺛﻢ ﺗﺪﻣﺮ . ﻭﻃﻮﻟﻬﺎ ﺑﺤﺪﻭﺩ 460 ﻛﻢ، ﻭﺗﺨﺘﺮﻕ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﺷﺪ ﺟﻔﺎﻓﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻟﻤﻮقعها ﺍﻟﺠﻨﻮبي ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻑ.
ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺼﺎلحية ـ ﺗﺪﻣﺮ
ﺗﻘﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﺎبقة . ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎلحية ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻣﺴﺎﻳﺮﺓ ﻟﻠﻤﺠﺮﻯ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻟﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺣﺘﻰ ﻣﻘﺮﻧﺔ ﻣﻊ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻮﻋﺮ، ﺃﻭ ﺗﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﺣﻤﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺗﺴﻴﺮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻏﺮﺑﺎً ـ ﻏﺮﺑﺎً ﺷﻤﺎﻟﻴﺎً ﺣﺘﻰ ﺗﺪﻣﺮ ﻣﺮﻭﺭﺍً ﺑﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﻤﺮبعة ﻭﺣﺴﻴﺎﻥ المنبطح، ﻭﻃﻮﻟﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 250 ﻛﻢ.
ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﺣﺒﺔ ـ ﺗﺪﻣﺮ
ﻭﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺭﺣﺒﺔ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﻃﻮﻕ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻳن، ﻏﺮﺑﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺠﺮﻯ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻟﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﺨﻮﺭ، ﻣﺨﺘﺮﻗﺔ ﺍﻟﻔﻴﻀﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎلية ﺣﺘﻰ ﺑﻠﺪﺓ ﺍﻟﺴﺨﻨﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﺪﻣﺮ ﻭﻃﻮﻟﻬﺎ 220 ﻛﻢ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً.
ﻃﺮﻳﻖ ﻗﺮﻗﻴﺴﺎﺀ ( ﺑﺼﻴﺮﺓ ) ـ ﺗﺪﻣﺮ
ﻭﺗﺴﺎﻳﺮ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﺣﺒﺔ ـ ﺗﺪﻣﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻭﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﺌﺮ ﺩﺧﻮﻝ ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺎﻗﺐ ﻓﺒﺌﺮ ﻣﺤﻴﻔﻴﺮ، ﺗﻠﺘﺤﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻄﺮيق ﺍﻟﻘﺎﺩمة ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺨﻨﺔ ﻓﺘﺪﻣﺮ، ﻭﻃﻮﻟﻬﺎ ﺑﺤﺪﻭﺩ 200 ﻛﻢ.
ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﺮﻳّﺎ ـ ﺗﺪﻣﺮ
ﻭﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻘﺮﻳّﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﺷﻤﺎﻝ ﻏﺮﺏ ﺩﻳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺭ ﻭﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﺌﺮ القصيبة ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍلسطحية ( ﻋﻤﻖ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ 2 ﻣﺘﺮ ﻓﻘﻂ ) ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﺎﻗﺐ ﻣﺴﺎﻳﺮﺓ ﺍﻟﻨﻬﺎيات ﺍﻟﺠﻨﻮبية ﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ، ﺛﻢ ﻏﺮﺑﺎً ﺣﺘﻰ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﻣﻊ ﻃﺮﻳﻖ قرقيسياء ـ ﺗﺪﻣﺮ، ﻓﺎلسخنة ﺛﻢ ﺗﺪﻣﺮ، ﻭﻳﻘﺮﺏ ﻃﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ 200 ﻛﻢ ﺃﻳﻀﺎً.
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻬﻤﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻏﻔﺎﻝ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻟﻘﻴﺎمها ﺑﺪﻭﺭ ﺻﻠﺔ ﻭﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ـ ﺣﻠﺐ ﺍﻟﺸﻤﺎلي ﻭﻃﺮﻳﻖ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ـ ﺗﺪﻣﺮ ﺍﻟﺠﻨﻮبي . ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻭﺗﺘﺠﻪ ﺟﻨﻮﺑﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺻﺎفة ﻓﺎﻟﻜﻮﻡ ﻓﺎلطيبة ﺛﻢ ﺍﻟﺴﺨﻨﺔ فحليحلة ﻓﺎﻷﺭﻙ ﺛﻢ ﺗﺪﻣﺮ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺪﻣﺮ ـ ﺩﻣﺸﻖ . ﻭﺗﻌﺮﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ﺑﻴﻦ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﺟﺒﻞ ﺃﺑﻲ ﺭﺟﻤﻴﻦ ﻭﻧﻬﺎﻳﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻄﺮيق الديوقلسيانية ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ.
ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ البيئية ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ الطبيعية ﻭﻣﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻧﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺯﻣﺮﺗﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮ ﻋﺒﺮ ﺗﺪﻣﺮ، ﻫﻲ ﺯﻣﺮﺓ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﻭﺯﻣﺮﺓ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ.
- اﻷﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻭ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎلك، ﻭﺗﻤﺘﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻭﺗﺪﻣﺮ مرورا بالسخنة
- ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺿﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺨﺎﺭجة ﻣﻦ ﺗﺪﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺩﻣﺸﻖ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺣﻤﺺ
ﻣﻊ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻔﺮﻭﺿﺎً، ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪﺓ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺮﺍً ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﺎﺭﺽ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﺗﻀﺮﻳﺴﻲ ﺃﻭ ﺍﻧﻌﺪﺍمه.
ﺧﺎﺗﻤﺔ
ﻣﻤﺮ ﻭﻋﻘﺪﺓ ﻃﺮﻕ ﻣﻮﺍﺻﻼﺕ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺮﺍﻳﻴﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺑﻴﻦ ﺁﺳﻴﺎ ﻭﺣﻮﺽ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮسط ﻭﺑﻠﺪﺍنه، ﻣﻨﺬ ﺃﻗﺪﻡ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ جعل من السخنة والمناطق المحيطة بها محطة القوافل.