السخنة تاريخ عميق يجوب الصحاري "زمل الصخاني"
أما لغةً فالزمل من الكلمات العربية وهي
ﺯﻣَﻞَ ﻳَﺰﻣُﻞ ، ﺯَﻣْﻼً ﻭﺯَﻣَﻼﻧًﺎ ، ﻓﻬﻮ ﺯﺍﻣِﻞ ، ﻭﺍﻟﻤﻔﻌﻮﻝ ﻣَﺰْﻣﻮﻝ
ﺯَﻣَﻠَﺖِ ﺍﻟﺪَّﺍﺑَّﺔُ : ﻣَﺸَﺖْ ﻛَﺄَﻧَّﻬﺎ ﺗَﺘَﺄَﺭْﺟَﺢُ ﻓﻲ ﺳَﻴْﺮِﻫﺎ ﻣِﻦْ ﻓَﺮْﻁِ ﻧَﺸﺎﻃِﻬا
ﺯَﻣَﻞَ ﺭَﻓﻴﻘَﻪُ : ﺃَﺭْﻛَﺒَﻪُ ﺧَﻠْﻔَﻪُ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﺪَّﺍﺑَّﺔِ.
ذكرنا في مقال "السخنة" السورية.. ملامح عربية وسط جيوش الأجانب! جزء من تاريخ السخنة والسخاني وما اشتهروا به من الكرم والطيب ورعاية الجمال والتفرد بمعرفة البادية وطرقها ومرافقت القوافل وكذلك اشتهرت جمالهم بالقوة حتى أصبحوا مثلا يحتذى به وذاع سيطهم حتى وصل الجزيرة العربية والتي يتفاخر أهلها بأنفسهم وبجمالهم ويضربون الأمثال محتذين "زمل الصخاني" للتعبير عن أنفسهم فقد أشتهرت العرضات في الجزيرة العربية وخاصة العرضة النجدية.
ﻓﺎﻟﻌﺮﺿﺔ ﺍﻟﻨﺠﺪﻳﺔ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﻨﺬ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻛﻌﺮﺿﺔ ﺣﺮﺑﻴﺔ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻭﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺠﺪ ﺛﻢ ﻋﻢ ﺃﺩﺍﺅﻫﺎ ﻣﻌﻈﻢ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﻧﻈﺮﺍً ﻟﺘﻌﻠﻖ ﻭﺟﺪﺍﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﻋﺎﺷﺖ ﻭﺍﺣﺘﻔﻈﺖ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﻛﻴﺔ ﻭﻃﺮﻕ ﺇﻧﺸﺎﺩﻫﺎ ، ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻣﻼﺯﻣﻪ ﻟﻜﻞ الإﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺣﻔﻼﺕ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﻛﺄﺣﺪ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ.
ﺑﻨﻴﺖ ﺭﻗﺼﺔ ﺍﻟﻌﺮﺿﺔ ﻛﻤﺎ ﺃﺳﻠﻔﻨﺎ ، ﻛﺮﻗﺼﺔ ﺣﺮﺑﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺎﻭﻳﻞ ﺍﻟﻔﺨﺮ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻻﻋﺘﺰﺍﺯ .
ﻭﺍﻟﻌﺮﺿﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺸﻌﺒﻴﺔ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻋﻨﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ، ﻓﻼ ﺗﺰﺍﻝ ﻫﻰ ﺍﻟﺮﻗﺼﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻡ ﻋﺒﺮ ﻛﻞ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﺎﺩﻫﺎ ﻭﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺗﻬﺎ.
ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ : ﻻﺑﺘﻲ زمل الصخاني
ﻭﻫﻲ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻋﻨﻴﺰﺓ :
ﻻﺑﺘﻲ ﺯﻣﻞ ﺍﻟﺼﺨﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﻞ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ *** ﻛﺎﻥ ﺛﺎﺭ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻗﺒﻘﺐ ﻫﺪﻳﺮ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ
ﺗﺤﺘﺪﻱ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻤﻼﻗﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﻞ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ *** ﻛﻞ ﻣﺎ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺯﺍﺩ ﺿﺮﺏ ﺭﺟﺎﻟﻬﺎ
ﺧﺎﺑﺮﻳﻦٍ ﺻﺎﺑﺮﻳﻦٍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ *** ﻣﺎ ﺗﻬﺰﻫﺰ ﻟﻮ ﺗﻬﺰﻫﺰ ﺧﺸﻮﻡ ﺟﺒﺎﻟﻬﺎ
ﻻﺑﺘﻲ ﺑﺎﻟﻜﻮﻥ ﺗﻔﺮﻕ ﺧﻠﻴﻞٍ ﻋﻦ ﺧﻠﻴﻞ *** ﺑﺎﻟﻮﻏﻰ ﺭﺟﻠﻴﻬﺎ ﺳﺎﺑﻖ ﺧﻴﺎﻟﻬﺎ
ﻛﻨﻬﺎ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺮﻣﻪ ﻛﺎﻥ ﺻﻚ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﻴﻞ *** ﻭﺍﻧﺸﺪﻭﺍ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﻧﺠﺪ ﻋﻦ ﺟﻬﺎﻟﻬﺎ
ﺗﺤﺘﺪﻱ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻀﻮﺍﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ *** ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺷﺐ ﺍﻟﺤﺮﺍﻳﺐ ﻓﻬﻢ ﻏﺮﺑﺎﻟﻬﺎ
معنى الزمل "زمل"
أما لغةً فالزمل من الكلمات العربية وهي
ﺯﻣَﻞَ ﻳَﺰﻣُﻞ ، ﺯَﻣْﻼً ﻭﺯَﻣَﻼﻧًﺎ ، ﻓﻬﻮ ﺯﺍﻣِﻞ ، ﻭﺍﻟﻤﻔﻌﻮﻝ ﻣَﺰْﻣﻮﻝ
ﺯَﻣَﻠَﺖِ ﺍﻟﺪَّﺍﺑَّﺔُ : ﻣَﺸَﺖْ ﻛَﺄَﻧَّﻬﺎ ﺗَﺘَﺄَﺭْﺟَﺢُ ﻓﻲ ﺳَﻴْﺮِﻫﺎ ﻣِﻦْ ﻓَﺮْﻁِ ﻧَﺸﺎﻃِﻬا
ﺯَﻣَﻞَ ﺭَﻓﻴﻘَﻪُ : ﺃَﺭْﻛَﺒَﻪُ ﺧَﻠْﻔَﻪُ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﺪَّﺍﺑَّﺔِ.
ﺍﻟﺰﻣﻞ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﻛﻠﻤﺔ ﺑﺪﻭﻳﺔ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺑﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺰﻣﻞ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺍلأﺷﻌﺎﺭ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﻘﻮﻝ :
ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻣﻞ ﺍﻷﻭﻝ، ﻳﺎ ﺭﺍﻋﻲ ﺍﻷﻭﺿﺢ، ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻣﻞ ﺍﻷﻭﻝ.
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺎﻛﻴﺎ :
ﻳﺎﺯﻳﺪ ﺭﺩ ﺍﻟﺰﻣﻞ ﺑﺎﻫﻞ ﻋﺒﺮﺗﻲ
ﺩﻣﻮﻉ ﻋﻴﻨﻲ ﻣﺎ ﻳﺒﻄﻞ ﻫﻤﻴﻠﻬﺎ.
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺷﺎﻋﺮ ﺛﺎﻟﺚ :
ﺟﻌﻞ ﺯﻣﻞ « ﻥ » ﻳﺒﻲ ﺳﻠﻤﻰ ﺗﺮﻭﺣﻲ
ﻳﻨﻜﺴﺮ ﻓﻲ ﺷﻌﻴﺐ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﻳﺔ.
ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺰﻣﻞ؟ ﻫﻮ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﻭﻟﻬﺎ ﻋﺪﺓ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻤﻞ ﻫﻮﺍﺩﺝ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻱ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻟﻠﻈﻌﻦ .
ﻭﻳﻄﻠﻖ ﺍﻟﺰﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﻮﺭ ﺍلإﺑﻞ ﻭﺍﻟﺰﻣﻞ أيضا ﻣﺎ ﺃﻋﺪ ﻟﻨﻘﻞ ﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺰﻣﻞ ﻣﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﺠﻤﻊ ﻣﻨﻪ ﺯﻣﺎﻟﺔ ﻭﻫﻲ ﻛﻤﻌﻨﻰ ﻋﺎﻡ ﻭﺷﺎﻣﻞ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻇﻬﺮ ﺃﻋﺪ ﻟﻠﻨﻘﻞ.
ﻭﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺰﺍﻣﻠﺔ ﻭﻫﻮ ﺑﻌﻴﺮ ﻳﺴﺘﻈﻬﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺤﻤﻞ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻭﺷﺮﺍﺑﻪ ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﻭﺍﻟﺰﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﻠﻔﻆ ﺑﻜﺴﺮ ﺍﻟﺰﺍﻱ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﺑﻔﺘﺢ ﺍﻟﺰﺍﻱ ﻭﻳﻘﺎﻝ أﻳﻀﺎ ﺍﻟﺰﻣﻮﻝ ﻭﻫﻲ ﻣﺄﺧﻮﺫﺓ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻞ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺪﻭ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ ﺷﻘﻴﻪ ﺭﺍﻓﻌﺎ ﺟﻨﺒﻪ ﺍﻵﺧﺮ.
ومع شهرة السخاني بالجمال وخاصة جمالهم والتي كانت وسيلتهم في قطع الصحراء الشاسعة بقوتها ونشاطها ونشاط أصحابها لجلب المؤن والحاجيات وتجميل هذه الجمال في قوافل وتجمعات وخاصة الذكور منها عرفت السخنة بزمل السخاني الذي صار مثلا يردد كل حين.