>
الفريق الإعلامي الفريق الإعلامي

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...
random

من هم الشركاويين السخاني . بقلم المهندس فواز طالب زيدان

الشركاويون هو لقب أُطلق على أوائل العمال السخاني الذين عملوا في شركة I.B.C البريطانية أو شركة نفط العراق المحدودة في أربعينيات القرن الماضي وجميعهم الآن توفاهم الله رحمهم الله تعالى. وكان مقر عملهم في المحطة الثالثة T3 (الكنب) في بادية تدمر والتي تبعد عن السخنة 40-50 كم جنوباً. وهذه الشركة كانت تنقل النفط الخام عبر أنابيب من العراق إلى البحر الأبيض المتوسط عبر الأراضي السورية.


من هم الشركاويين السخاني .  بقلم المهندس فواز طالب زيدان


بدايةً من المحطة الأولى داخل الحدود العراقية ومن ثم المحطة الثانية في الحدود السورية والمسمى (كنب صواب) وبعدها المحطة الثالثة T3 والتي نحن بصددها وأخيرا المحطة الرابعة T4 (التيفور أو التياس) ثم إلى حمص ونهاية بمصفاة بانياس منصة التصدير للخارج. 


المسافة بين تلك المحطات تقدر بــ 100 كم مقسمة حسب استطاعة وطاقة المحركات التي تضخ النفط من محطة إلى أخرى.  


عمل بعض السخاني في هذه الشركة كعمال وكان عددهم قليل لا يتجاوز الثلاثين عاملا وهم :


  1. حمود الفارس المزيد
  2. بلال المطر المطلق
  3. جميل طماس النقيان الخطيب
  4. جودات أحمد العزيز
  5. خليل حسين الشباط
  6. علاوي محمد الفارس
  7. حمصي اللبيدي النظامي
  8. محسن محمد الهندي
  9. محمد إبراهيم العبيد (الصاروخ)
  10. عليوي الطويرش العليوي
  11. محمد العلو العبود
  12. شهاب الأحمد الصالح
  13. إبراهيم أحمد العزيز
  14. فواز أحمد العزيز
  15. عمر أحميد البركات
  16. محمد الحمود الفارس
  17. سعيد سعود العزيز
  18. سليم عبد الله معشي
  19. درويش عبد الله بركات
  20. حمود خليف حمدي
  21. حميداوي محمد الطلال
  22. خليف الظاهر البيك
  23. شباط أحمد الخلوف
  24. خليّف العكيّل الصليبي
  25. بريهم الحميدة النجم
  26. نواف الفياض الجرداوي
  27. محسن علي الخليف
  28. محمد عمير عليوي زبيلان
  29. عبد الرحمن قاسم صرير




باص النقل ميني كار


والجدير بالذكر أن الباص الوحيد الذي كان يقل العاملين هو نفسه الباص الذي كان يذهب به المواطنون إلى مدينة تدمر عبر طريق شاق وطويل وغير معبد يمر بالمحطة الثالثة مرورا بقرية أرك وصولا إلى تدمر. حيث كان الناس يصلون إلى ساحة تدمر بعد هذه السفرة المتعبة وينزلون والغبار يكسو وجوههم ولباسهم منهكين من الطريق ومتاعبه ووقت قطعه الطويل (عدة ساعات).


من هم الشركاويين السخاني .  بقلم المهندس فواز طالب زيدان
باص السخنة ميني كار




كانت قرية السخنة آنذاك قرية صغيرة بعيدة في عمق البادية تفتقر إلى أبسط مقومات الحضارة ، والخدمات فيها تكاد تكون معدومة فلا ماء ولا كهرباء ولا طرق معبدة ولا حتى مركز صحي والذي افتتح لاحقا عام 1966م.




الخدمات الطبية في السخنة قديما

كانت الخدمات الطبية تقدم من قبل ممرضين عملوا في المجال الصحي في السخنة وهم المرحوم بإذن الله إسماعيل الحكيم أبو قيس من السلمية والمرحوم بإذن الله الممرض عبد المطلب جار الله من دير الزور وكانا يقدمان الخدمات الصحية البسيطة التي كانت تساعد أهالي السخنة آنذاك فجزاهم الله خيرا على ما قدماه. 


حيث كانت قرية السخنة كما وصفها أحد المعلمين الذي تم إيفادهم لها بقوله : جئت إلى قرية لا ظلٍ لحياة النعيم فيها ، جدران بيوتهم من اللبن والطين وأسقفها من شجر العوسج. 


من هم الشركاويين السخاني .  بقلم المهندس فواز طالب زيدان



عمال الشركة

كانت رواتب عمال الشركة ( الشركاويين) من 90 إلى 120 ليرة سورية وهي رواتب عالية جدا آنذاك فكانت حالتهم المادية جيدة جدا ومرفهين ويظهر ذلك من ملابسهم المميز وقدرتهم على شراء الكثير من الحاجيات المنزلية ، حيث كان قصابو السخنة يذبحون ذبائحهم من الأغنام عند وصول هؤلاء العمال إلى السخنة من المحطة الثالثة بسبب قيام الشركاويين بشراء اللحوم من هؤلاء القصابين. 



ومن دعابة العمال في باص السخنة أنهم كانوا يتزاحمون للجلوس في المقاعد الأمامية حيث تحصل مشاكل إثر ذلك حتى أن مسؤول الأمن العام في المحطة أبو عمار وهو من دير الزور أخبرهم على سبيل المزح بأنه تم توصية الشركة الصانعة للباص أن تصنع لهم باص يمشى بالعرض لتكون كل المقاعد في الأمام. 


من هم الشركاويين السخاني .  بقلم المهندس فواز طالب زيدان
صورة للسخنة عام 1934م



ومن المفارقات التي كانت تميز الشركاويين وعائلاتهم عن أقرانهم من السخاني إذ كانت زوجاتهم في الأفراح والمناسبات يؤدين النثور علبتين من الراحة وليست علبة واحدة كما كان يفعل الناس العاديون من السخاني والذين اعتادوا على إهداء علبة واحدة فقط. كما أن الشركاويون هم أول من أدخل القهوة الحلوة إلى منازل السخنة. 




مقر عملهم في الشركة

كانت الشركة تقدم لهم الخدمات والطعام والترفيه بشكل جيد فكانت بيوتهم في المحطة عبارة عن غرفة نموذجية مخدمة بالتكييف والتبريد والكهرباء بالإضافة لوجود حديقة جميلة أمام كل بيت ، وكان في الشركة مسابح للترفيه ومطاعم حسب درجات الموظفين وكانت تسمى "الميس والصطاف". وكانت الخدمات الطبية جيدة حتى أنه في حال تعذر طبابتهم في تدمر أو حمص كانوا ينقلون مريضهم إلى بيروت أو لندن ، حيث أخبرني أحد أبناء هؤلاء الموظفين أنهم نقلوا والده إلى بيروت لإجراء عمل جراحي في عينيه وهو العامل "عليوي الطويرش". 


لم يرتقي أحد من العمال السخاني إلى مراتب أعلى ودرجات متقدمة في الشركة كدرجة الــ (gred. 6) سوا اثنين من مدينة تدمر وهما: 


  1. رزوق الحافط والد الجراح أحمد الحافظ وكان بمرتبة رئيس ورشة صيانة الخطوط min line. 
  2. حسين الحمودي وكان يعمل رئيسا لورشة الميكانيك والصيانة. 




كان المرحوم بإذن الله "حمود الفارس" (أخو حربة) معروفا لدى كافة العاملين في الشركة السخاني والتدامرة بهيبته ورجولته وطيبته التي عهدناها منه في السخنة سابقا.  


من هم الشركاويين السخاني .  بقلم المهندس فواز طالب زيدان
المحطة الثالثة بريف السخنة


كان على مدخل الشركة في المحطة الثالثة سوبرماركت يمتلكها "توفيق الأسعد الجاويش أبو رسلان" والتي تضاهي أكبر المحلات في يومنا هذا ، لما تحتويه من مواد غذائية وأطعمة وسكاكر وهدايا نادرة حيث كان الشركاويون يتزودون بحاجياتهم منها عند إجازتهم. 


نلفت النظر إلى أنه عمل أيضا بعض السخاني في الشركة السورية لنقل النفط في الرميلان والجبسة وحبارى بعد ذلك كموظفين وهم : 


  1. عواد وعايد العلي العيبان
  2. حسين الجمل العليوي
  3. طه الخطيب
  4. هاشم الخطيب
  5. صالح العبد الله الحامد
  6. عبد اللطيف الخطيب وغيرهم


هذا مرور سريع لحال بعض أهل السخنة قديما ولفتة مختصرة لزمن دار على السخنة عله يسجل ويخلد في ذكرياتنا ولا يمحى. 


استكمالا للمقال واستدراكا للنقص في بعض تفاصيله أضاف المؤلف هذه الفقرات لمزيد من التبيان والتوثيق: 

حيث ذكر لنا أحد أبناء العمال أن بعض بعض العمال كانوا يقطنون في نفس الشركة في المحطة الثالثة T3 مع عائلاتهم كعائلة جميل الخطيب وعائلة حميداوي الطلال وآخرون كانوا يقطنون في المحطة الرابعة T4 أو التياس كعائلة درويش البركات ومحمد حمود الفارس. 


كان تعليم أبناء العمال هؤلاء في أماكن سكنهم في المحطات على مستوى عال من حيث التدريس والإمكانيات المقدمة للطلبة وبجميع مراحلها وبسكل مجاني بحت. حيث ذكر لنا أحد أبناء هؤلاء العمال أن قرطاسية الطلاب كانت تجلب من بريطانيا وتوزع عليهم في بداية كل فصل دراسي. 


ولفترة قريبة جدا كانت المحطة الثالثة T3 تستقبل طلبة السخنة والطيبة والكوم وأرك لإجراء امتحاناتهم لمراحل الإبتدائية والإعدادية بسبب ما يتوفر فيها من إمكانيات من صالات ومقاعد وكوادر تدريسية وإشراف على الإمتحانات. 


وللتذكير فإن المحطة الثالثة T3 كانت مخدمة جيدا وتحوي على محطة مصغرة لمعالجة الصرف الصحي تجنبا للأوبئة والأمراض الناتجة عن تلوث المياه ولحماية العمال والمشرفين فيها بشكل أفضل. 


ومنا ذكر لما أيضا أن بعض عمال الشركة من أهل السخنة وتدمر كانوا يؤمنون مستلزمات وحاجيات منازلهم من خارج أسوار المحطة وتحديدا من قرية الكنب المجاورة والتي كان يقطنها بعض أهل السخنة كعائلة فرحان الشيخ وشهاب الطلال الذين كان لهم محلات قصابة لبيع اللحوم وكذلك محلات أخرى لأهل تدمر والتي كان لها دور كبير في تأمين حاجيات عمال الشركة خارج أسوارها.




بحث وإعداد وتقديم المهندس فواز طالب زيدان في 01.07.2021 م.


بقلم : الفريق الإعلامي

بقلم : الفريق الإعلامي

مدونة عربية ناشئة تهتم بكل ما هو جديد بما يخص السخنة والبادية السورية في مجال الأخبار والمجتمع والسياسة .

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

الفريق الإعلامي

2022