مخيم ركبان يرزح تحت وطأة الاستغلال وغياب الدعم الإغاثي
أوضاع صعبة تمر على مخيم ركبان الحدودي مع الأردن في عمق البادية الشامية ، قلة المواد الغذائية فلا يوجد سكر ولا طحين إلا بشكل قليل جدا ، في حين أن بعض المواد الأخرى كالفواكه والخضراوات لم تدخل المخيم منذ شهران.
مصدر كل هذه المواد
على قلتلها مناطق النظام عبر مفرق زازة في مثلث الطرق بغداد دمشق حمص وبالتحديد عبر وتحت إشراف المدعو العقيد محمود في قوات النظام ذو التسلط والسلطة والتعامل مع تجار الحروب المسيطرين في مخيم ركبان والمتحكمين معه بدخول وخروج المواد وحتى توقيت دخول هذه المواد للمخيم محتكرين لها ومتحكمين بأسعارها.
فيم يخص المنظمات الإنسانية فهي غائبة تماما ولا وجود لها في ظل تواجد الآلاف من البشر النازحين ، فقد غابت هذه المنظمات عن المخيم منذ سبعة أشهر ، والمتضرر الوحيد هم المدنيون العالقون النازحون ، وفيم يخص النقطة الطبية في المخيم فهي مغلقة منذ الشهر ، هذه التعقيدات يدفعها حصار جائر غيب الكثير من المنظمات لدرجة أنه لا يعلم إن كان يتم توزيع شيء من المواد الإغاثية بين الناس من كثرة الفساد المستشري.
وأما عناصر التنف المسؤول عن المنطقة فهم فوق هذه الحسابات ، وحتى فإن أمر المخيم لا يهمهم إطلاقا ، وكذلك الجانب الأردني هو الأخر غائبا تماما ، فلا دعم ولا رعاية ولا حتى مواد إغاثية ، فعناصر التنف المقدر عددهم بــ 400 عنصر والذين لا تقل رواتبهم عن 400 دولار بالإضافة لمعونات غذائية وهي كرتونتان شهريا لكل عنصر ، والتي أصبحت متنفسا لأهل المخيم بشراء بعضها والتزود منها لحاجاتهم المعيشية من مخصصات هؤلاء العناصر.
مع صعوبة الأوضاع والتي يتخللها دخول بعض المواد لبعض التجار بين الحين والأخر وبأسعار عالية خيالية ، واحتكار واضح لهذه التجارة في ظل تسلط مافيات التجارة والاستغلال من كافة الأطراف ، تجار وقوات النظام والحر ، هذا الإحتكار وهذه الأسعار العالية شكلت عبئا ثقيلا على أصحاب الدخل المحدود والذين يشكلون غالبية المخيم فلا قدرة لهم على شراء السكر بــ 1000 ليرة مثلا ، والكل يعرف كبر هذا المخيم وأعداد قاطنيه الكثيرة من النازحين والذين أصبحوا سلعة بيد الفاسدين.
من ناحية أخرى فإن بعض المعونات وبعد غياب طويل قَدمَ بعضها للمخيم وهي عبارة عن 100 كيس طحين و 20 كرتونة مواد غذائية عن طريق فيصل الحداد من بني خالد حيث تم توزيع خبز ليوم واحد فقط أيضا.
تنازع القوى
فالمخيم مقسوم تحت سلطة ثلاث مجموعات التنف وعناصره ومجموعة الجانب الأردني ومجموعة المجلس العسكري أسود الشرقية فيم يرزح أهل المخيم تحت وطأة التشرد فلا معيل ولا مغيث ويبقى طبقة من التجار ذات النفوذ القوي والثروة الكبيرة في المخيم المستغله للوضع والتي يقوم بعض التجار منهم بدفع الأموال للعقيد محمود لإغلاق الطريق والتحكم بالأسعار بما يناسبهم إن احتاح الأمر، أشبه بالمافيا.
ويرزح النازحون تحت أمرين مرين إما البقاء تحت هؤلاء المستغلين في مخيم صحراوي أو الذهاب للنظام وتحمل تبعيات ذلك من إعتقال أو تصفية أو تجنيد وغيره.
صحيا
لا تتوفر أي رعاية مع غياب النقطة الطبية كما ذكرنا ، وهي الوحيدة وكانت بإشراف من طرف الجانب الأردني الذي أغلقها ، وكذلك يوجد مستوصف تابع للتنف والذي لا يتواجد فيه أي نوع من الرعاية وقلة في الدواء بشكل شبه كامل ، ومع انتشار وباء كورونا فالمخيم يفقد الرعاية والحماية والتوعية وغيرها في ظل وضع سيء جدا ينذر بالأسوء.