السخنة بين العشائرية البدوية والمدنية المتحضرة
شكّل أهل السخنة ذلك التجمع الضخم فما يزيد على 25 ألف نسمة في مدينة في وسط البادية ما هي إلا علامة المدنية التي اقتحمت غمار الصحراء لتكوّن مجتمعا مدنيا تتخلله تلك العادات والتقاليد البدوية الراسخة في الحياة اليومية لأهل السخنة لتُعدينا إلى جذور قديمة من العشائرية البدوية.
ومع تشرد هذه المدنية في أرجاء الأرض ظهر جليا ذلك الإمتزاج الكبير الذي كان في السخنة على مر السنين ، فما لبث أهل السخنة إلا واندمجوا مع هذا الوضع الجديد كليا ، وضع مختلف بعض الشيء عما كان عليه في السخنة ، فتباين الأهل وظهرت أشكال مختلفة من العادات تحاكي الواقع الجديد ما هي إلا جذور قديمة في نفوس هؤلاء القوم.
رواسخ متجذرة
ظهرت جليا عادات البداوة العريقة وكذلك المدنية العميقة المتحضرة لترسو في مجتمعات مختلفة وكثيرة ، ليستمد أهل السخنة من قديمهم ما يساعدهم في الدخول في بوتقة هذه المجتمعات ، فظهرت فنون جديدة من اللغات وأساليب الإحتفال أو مظاهر الحزن يختلف عما شهدناه في سخنتنا.اختلاط وتجانس
فالأمثلة كثيرة لا مجال لذكرها والأناس كثر قد تلونوا بفنون الألوان ، فتجد هذا يحدي بأناشيد الجنوب في الأعراس وذاك يجول في كبريات المدن ويدخل مجتمعاتها وجامعاتها.يقول أحدهم بأن لأهل السخنة ميزة لا وجود لها في غيرهم ، فهم لا يجدون عائقا يعوقهم في أي مجتمع يدخلونه ، بإسلوبهم الخاصة يندمجون وحتى يذوبون في أي مجتمع يصادفهم ، فما عاشوا عليه من روح التمدن وعراقة البداوة قد صقلت تلك العقول لتستوعب مختلف البيئات والمجتمعات.