ﺳﻤﻴﺖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﺳﻢ "ﻋﺮﺽ"ﺍﺷﺘﻘﺎﻗﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﺘﺮﺍﺽ، ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﻘﻊ ﻣﻌﺘﺮﺿﺔ ﻟﻠﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﺘﺪﻣﺮﻳﻪ ﺍﻟﺸﻤﺎلية، ﺃﻭ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻘﻊ ﺑﻌﺮﺽ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻭﻫﻜﺬﺍ، ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻋﻠﻞ ﻳﺎﻗﻮﺕ ﺍﻟﺤﻤﻮﻱ.
ﻭﺍﺣﺘﻔﻈﺖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﺳﻢ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻟﻠﻤﻴﻼﺩ، ﺣﻴﺚ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﻼﺷﻰ ﻟﻴﺤﻞ ﻣﺤﻠﻪ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ "ﺍلطيبة" ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃُﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﺪﻭ ﺍﻟﺮﺣﻞ، ﻭﺫﻟﻚ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻄﻴﺐ ﻣﻴﺎﻫﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻋﺬﺏ ﺃﻭ ﺃﻃﻴﺐ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮ، ﻭﺣﺘﻰ ﻣﺎﺀ ﺍلسخنة .
ﻫﺬﺍ ﺣﺴﺐ ﻣﺎﺗﻮﺻﻠﺖ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺗﻘﺼﻲ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺨﺒﺮة ﻭﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﻭﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺗﻨﺎﻗﻠﺘﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻟﺴﻦ .. ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ..
ﻭﺍﺗﻔﻘﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﺳﺎﺑﻖ ﺃﻥ ﻋُﺮﺽ ﻫﻲ ﺩﻳﺎﺭ ﺑﻨﻲ ﺭحمة ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺨﺎﻧﻲ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﻭﻣﺴﺎﻛﻨﻬﻢ، ﻛﻤﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮ ﺩﻳﺎﺭ ﺑﻨﻲ ﺩﻧﺪﻝ "ﺧﺰينة" ﻭﺍﻟﺴﺨﻨﻪ ﺩﻳﺎﺭ ﺑﻨﻲ ﺻﻠﺤﻪ.
ﻭﻫﺠﺮﻫﺎ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ، ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺖ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﻪ، ﻭﺍﺗﺠﻬﺖ ﻫﺠﺮﺗﻬﻢ ﺗﻠﻚ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺙ ﻣﺤﺎﻭﺭ:
ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺣﻤﺎﻩ
ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﺠﺮﻩ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻬﺠﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺨﻨﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﻤﺎﻩ، ﺃﻱ ﻣﻨﺬ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺳﺘﺔ ﻗﺮﻭﻥ ﻭﻧﺼﻒ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ، ﻭﻣﻌﻈﻢ ﺳﺨﺎﻧﻲ ﺣﻤﺎﻩ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺳﻜﺎﻥ ﻋﺮﺽ ﻗﺪﻳﻤﺎ، ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻋﺪﺍ ﺍﻟﻬﺠﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺨﻨﻴﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻬﺠﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺣﻤﺎﻩ .
ﻭﻣﻦ ﺳﺨﺎﻧﻲ ﺣﻤﺎﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﺹ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻋﺎﻡ ١٩٣٦ﻡ، ﻭﺍﻟﻌﺎﺹ ﻟﻘﺐ ﺍﺗﺨﺬﻩ، ﺃﻣﺎ ﺍﺳﻤﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﻭﺃﺧﻮﺍﻟﻪ ﺑﻨﻲ ﺗﻮﻳﺖ ﻣﻦ ﺳﺨﺎﻧﻲ ﺣﻤﺎﻩ.
ﺣﻴﺚ ﺗﺮﺑﻰ ﺑﻜﻨﻔﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺗﺎﺟﺮ ﻣﻮﺍﺷﻲ ﻭﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺭﺣﻼﺗﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ..
ﺭﺣﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺣﻠﺐ
ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺿﻲ، ﺣﻴﺚ ﻇﻬﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺩﺑﺎﺀ ﻭﻣﺤﺪﺛﻴﻦ ﻭﻣﺆﺭﺧﻴﻦ ... ﺳﺄﺫﻛﺮ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ..
ﺃﻣﺎ ﻣﺤﻮﺭ ﻫﺠﺮﺗﻬﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺩﻳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺭ
ﻭﺗﺮﺩﺩ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻣﻌﻲ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﺍﺳﻢ ﺣﻲ ﺍﻟﻌﺮﺿﻲ ﻓﻲ ﺩﻳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺭ ﻓﺎعتقدﺕ ﺟﺎﺯﻣﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻲ ﺳﻤﻲ ﺑﺎﻟﻌﺮﺿﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻤﻦ ﻫﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻋﺮﺽ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺭ .
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺗﻘﺼﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﻪ ﻓﻠﻢ ﺍﺳﺘﻄﻊ، ﻟﻘﻠﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺨﺒﺮﻩ، ﻟﻜﻨﻲ ﺃﺟﺰﻡ ﺑﺄﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻲ ﺃﺧﺬ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻌﺮﺽ "ﺍﻟﻄﻴﺒﻪ" . ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ .
ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻭﻣﻤﺎ ﻳﻠﻔﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﺄﻥ ﻋﺮﺽ ﺍﺯﺩﻫﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﺍﻟﺴﺨﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻭﺭﻭﺍﺓ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﺇﺫ ﻇﻬﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺩﺑﺎﺀ ﻭﺷﻌﺮﺍﺀ ﻭﺭﻭﺍﺓ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﺎﺭﺯﻳﻦ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺼﺮ، ﺃﺫﻛﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ﺍﻟﻌﺮﺿﻲ
ﻣﺤﺪﺙ ﻭﺭﺍﻭﻱ .
ﻟﻜﻨﻪ ﺍﺭﺗﺤﻞ ﻣﻦ ﻋﺮﺽ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﻬﺠﺮﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﻪ ﻭﺳﻜﻦ ﺳﻠﻤﻴﻪ وﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺃﺳﺮﺓ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ﻓﻲ ﺳﻠﻤﻴﻪ ﻣﻦ ﺳﻼﻟﺘﻪ ،ﺃﺳﺮﻩ ﻭﺍﺳﻌﻪ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺳﻠﻤﻴﻪ، ﻭﺃﻛﺎﺩ ﺃﺟﺰﻡ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻼﻟﺘﻪ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻫﻢ ﺳﺨﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺭﺣﻤﻪ . ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ... ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﻪ ﻣﺘﺮﻭﻛﻪ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﻘﺼﻲ .
ﺣﺎﻣﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﺎﺩ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻤﻜﺎﺭﻡ
ﻭﺃﺫﻛﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺤﺪﺙ ﺣﺎﻣﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﺎﺩ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻤﻜﺎﺭﻡ، ﺗﺎﺟﺮ ﻭﺭﺍﻭﻱ ﺣﺪﻳﺚ، ﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ ﺳﻨﺠﺎﺭ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺻﺤﺔ ﺣﺪﻳﺚ ... ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻷﻭﺍﺧﺮ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ .... ﺇﻟﺦ .
ﻳﺎﻣﻦ ﺑﻦ ﻳﻤﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ
وﺃﺫﻛﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺎﻣﻦ ﺑﻦ ﻳﻤﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ، ﺳﻜﻦ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﺃﺻﺎﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎﻻ، ﺃﺩﻳﺐ ﻭﺷﺎﻋﺮ ﻟﻪ ﺷﻌﺮ ﺣﺴﻦ ﺍﻧﺸﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺨﻨﻪ، ﻟﻸﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﻢ ﺃﺣﻔﻈﻪ ﻷﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﺪﻭﻧﻪ ﻓﻲ ﺩﻓﺘﺮ ﺧﺎﺹ، ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻘﺪ ﻣﻊ ﻣﻜﺘﺒﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻗﻪ، ﻓﺤﻮﻯ ﺷﻌﺮﻩ ﻭﺟﺪﺍﻧﻲ ﻳﺮﻭﻱ ﺧﺒﺮﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻫﻤﻮﻣﻬﺎ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﻴﺐ ﻭﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻋﺠﺰﻩ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ... ﺇﻟﺦ .
ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺿﻲ
وأﺫﻛﺮ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺿﻲ ﻓﻲ ﺣﻠﺐ ﻭﻟﻪ ﻛﺘﺎﺏ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﺨﻄﻮﻁ ﺍﺳﻤﻪ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺮﺿﻲ .. ﻟﻸﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﻏﻢ ﺑﺤﺜﻲ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﺎﺕ ﺣﻠﺐ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﻪ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﺼﺮ .
ﻭﺃﻋﻠﻞ ﺳﺒﺐ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﻋﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻗﺮﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺤﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ "ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻧﻪ" ﻭﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺴﺠﺪﻫﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻭﻣﺄﺫﻧﺘﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﻩ ﺗﻌﻮﺩ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺑﻨﺎﺀ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺤﻴﺮ، ﻭﻫﻲ ﺃﻛﺒﺮ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﺒﻪ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﻪ .
ﻭﻋﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺑﺪﺀ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻥ ﻋﺮﺽ ﺧﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ﻟﻤﺪﺓ ﺗﻘﺎﺭﺏ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻗﺮﻭﻥ، ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺪﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻢ ﺇﻋﻤﺎﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﺪﻋﻰ ﺟﻼﻝ ﻭﺑﻌﺾ ﻋﻤﻮﻣﺘﻪ ، ﻭﺫﻟﻚ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺫﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺩﻳﺮ ﺍﻟﺰﻭﺭ، ﺗﺮﺍﻓﻖ ﺫﻟﻚ ﺯﻣﻦ ﺇﻋﻤﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻴﻦ .
ﻟﺘﺤﻴﺎ ﻭﺗﻨﺘﻌﺶ ﻋﺮﺽ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﺑﺴﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻜﻠﻮﻥ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﻟﺴﺨﻨﻲ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﺣﺎﺿﺮﺓ ﺍﻟﺴﺨﺎﻧﻲ ﻭﺩﻳﺎﺭﻫﻢ "السخنة" و "ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻄﻴﺒﻪ" و "ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮ" و "ﺍﻟﻜﻮﻡ".
وﻓﻲ ﺍﻟﺨﺘﺎﻡ ﺃﺭﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻗﺪ ﻭﻓﻘﺖ ﺑﺘﺴﻠﻴﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﺨﺎﻧﻲ ﻭﺩﻳﺎﺭﻫﺎ، ﻭﺧﺘﺎﻣﺎ ﺃﻗﺪﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﻪ ﻫﺪﻳﺔ ﻟﻌﺮﺽ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﻭﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻴﻦ، ﻛﻌﺬﺭﺍ ﻋﻦ ﺗﺄﺧﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ:
ﺇﻟﻰ ﻋُﺮْﺽٍ ﻳَﻤُﺪُ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻤﺪﺍﺩُ
ﻳﺼﺮُ ﺑﻪ ﺍﻟﻴﺮﺍﻉُ ﻟﻤﻦْ ﺃﺷﺎﺩﻭﺍ
ﻟﺘﺎﺭﻳﺦٍ ﻣﻀﻰ ﻧﺤﻴﺎﻩُ ﺫﻛﺮﺍً
ﻭﺍﻣﺠﺎﺩٍ ﺧﻠﺖ ﻛﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺎﺩﻭﺍ
ﻓﺈﺭﺙُ ﺍﻷﻣﺲ ﻓﻴﻪ ﻟﻨﺎ ﺍﺑﺘﻬﺎﺝٌ
ﺗُﺴَﺮُ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱُ . ﺃَﻳُﺴْﺘَﻌﺎﺩُ
ﻛﺮﻳﻢُ ﷲُ ﻳﺒﻌﺚَ ﻛُﻞَ ﻋﺰٍ
ﺑﻤﺎﺽٍ ﺧﺎﻟﺪٍ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩُ
ﻭﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺳﻮﻯ ﺑﺤﺚٍ ﺟﺪﻳﺮٍ
ﻧﻮﺛﻘﻪُ . . . ﻟﺘﻘﺮﺃﻩُ . .. ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ُ
ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺑﺤﺚ ﻗﺎﺩﻡ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ... ﻭﺳﺄﺧﺼﺼﻪ ﻋﻦ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺤﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ "ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮنة" ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﺔ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ.
من صفحة الأستاذ محمود العطيش في الفيسبوك العريش محمود