بركات الخالق ، بيادر مركونة في تلك الساحة النظيفة في ليالي قمرية صيفية صافية ، يبدأ الفلاح بحصد محصوله من القمح أو الشعير عندما يميل لون سنابلها إلى الإصفرار.
حداوية منجلي
حيث تكون الأيام فيها من حرارة الصيف ما فيها ويعاني (الحصّاد) من التعب مايرهقه ويتعبه وهو يحصد ويغني:
منجلي يا منجلاه ...راح للحداد حدو راح للصايغ جلاه
ما جلاه إلا بعلبة ... ياريت هالعلبة عزاه
مِنْجَلي يا أبُو الخَراخِشْ … مِنْجَلي في القش طافِشْ
منجلي يابو رزه ... وش جابك على السخنة
جابني حب البنات ...والخدود الناعمات
والعيون السود لود ... والحواجب مقرانات
منجلي منجل عباس … أدرد المالو ضراس
منجلي منجل حسوني … أدرد المالو سنوني
أهازيج حلوة تدب النشاط والحماس في قلوب الحصادين الذين تجمعوا لمساعدة بعضهم البعض أثناء حصيد ما تدر به الأرض على قلتله في تلك الصحراء البعيدة قليلة المطر والتي إن كثر مطرها أعطت وأدهشت ولنا في سنوات الخير والوفرة خواطر لا نزال تنذاكرها إلى يومنا هذا.
وكانت تشتهر أكلات شعبية يتناولها الحصادين أثناء عملهم في حصاد ما يأملون أن يكون مونة تؤازرهم في باقي سنتهم التي لا تهلوا من الصعاب وأشهر هذه الأكلات على بساطتها شوربة العدس والمجدرة والرز بحليب.
نشاط وأهازيج
يُعبأ القمح بعد حصاده ودرزه بواسطة ( الصاع ) وهو وعاء من الخشب يتسع لعشرة كيلو غرامات من القمح... ويعبأ التبن أيضا بخياش ليفية معدة خصوصا لتعبئة التبن مونة للناس وحيواناتهم.
ويحمل المحصول على الدواب إلى البلدة الصغيرة ويوضع القمح في ( الكوارة ) مكان تخزين القمح. والتبن يوضع في ( القطع ) مكان يكون في آخر بيت الطين لتخزينه. ففي هذين المكانين تكون مونة العائلة من القمح ومونة الدواب من التبن لباقي السنة.
هي بيادر قريتنا السخنة اجتمع على العمل فيها كل أهل القرية والتي بارك الله فيها وبارك باليد التي عملت على إنتاجها. هذا العمل الحر الشريف المبارك – والذي لا يعد بساعات عمل ولا ينتظر الفلاح عليه راتبا شهريا ولا معلولية ولا تقاعد اعتمد على الله فبارك الله بعطائه وبارك الله باليد التي أحبها الله ورسوله.
هذا هو تاريخ الآباء والأجداد وهذه وظائفهم التي كانوا يعملون بها دون كلل أو ملل. كانوا جميعا على قلب رجل واحد يمتازون بصفاء السر والسريرة ، نقية ضمائرهم ، صادقة ألسنتهم ، على الله توكلهم ، فأعطاهم الله حسب نواياهم السليمة.
رحم الله ذاك الجيل الطيب الذي لم يكن همه إلا المحافظة على دينه وبساطته في عيشته وقبوله بأي رزق أعطاه إياه رب العالمين برضا وقناعة في تلك المواسم الرائعة.
مقالة رائعة ......شكرا للأخ مطرود
ردحذفإذا ممكن تنشرون مقالة مفصلة عن العراضة السخنية ....ربعي دوم مونسينا البر
لأنها من أنفسنا ذخائر التراث السخني
مقالة رائعة ......شكرا للأخ مطرود
ردحذفإذا ممكن تنشرون مقالة مفصلة عن العراضة السخنية ....ربعي دوم مونسينا البر
لأنها من أنفسنا ذخائر التراث السخني
شكرا لمرورك
حذف