تحويش البطم ورحلته في السخنة
بواسطة الرحى الحجري كان يستخرج زيت البطم الذي يعد مصدرا غذائيا قيما مهما ومن المصادر القليلة للغذاء في تلك الأيام ومنه تصنع البريكة.
السخنة والبطم
كان ما يتم جنيه من بطم إما يباع أو يدق لاستخراج زيت البطم والذي يعد مصدر للطاقة للجسم وقوت جيد في ظل قلة الموارد.
غِنى بادية السخنة بأشجار البطم وخاصة في أماكن الجبال جعل أهل السخنة يشدون الرحال إليها قاطعين مسافات كبيرة مستعينين بالحمير لتُحمّل بالبطم والخشب قاطعين عشرات الكيلومترات.
وشجر البطم من الأشجار المعمرة الضخمة من عائلة البطميات والتي تضم الفستق الحلبي أيضا.
فكان أهل السخنة يجتمعون في مجموعات متعاونين مقسمين أدوار العمل لبدأوا بحش وتخويش البطم من الشجر عبر فرط عناقيده بعد وضع مفرش أو عباءة تحت الشجرة ثم نقله للسخنة ويستمر العمل حتى نهاية الموسم ثم يقتسموا ما حصلوا عليه أو يستخرحوا زيته ويقتسموه.
وكان من عادة أهل السخنة التعاون في ذلك جميعهم أو يكونوا مقسمين الحارة الجنوبية (بني مقيبل) والشمالية (بني خلف) ويذهبون جماعات جماعات قاطعين مسافات كبيرة بأكثر نن 30 كيلومتر باستعمال الحمير ليقضوا 3 أو 4 أيام حتى يصلوا لأماكن تواجد أشجار البطم.
وكانت مناسبة زيت البطم كبيرة ففيها يوزع للجيران منه وتصل به الأرحام وحتى يوزع للحارات البعيدة.
ومع هذا كان ينشط صيد الغزلان والأرانب والتي تساهم في مصادر الغذاء وقتها نظرا لتوافرها آنذاك.
استخراج زيت البطم
يدار البطم بالرحى حتى يتكسر بعد تنقيته واستخراج البطم الأخضر المشبع بالزيت ثم يوضع في كيس من الخيش ويوضع بين حجرين واسعين مفلطحين بطول متر وعرض متر وضمن إناء واسع ليتم عصره ببطئ واستخراج الزيت الذي يتجمع في الإناء.
ولحفظ الزيت يتم وضعه في جرار من الفخار كبيرة الحجم وعادة ما تكون مدفونة في أرضية الدار ويعتبر زيت البطم ذو فائدة صحية كبيرة وأفضل وأغلى ثمنا من زيت الزيتون.
البريكة
يدق البطم الأخضر الرطب في إناء (الهيون) ويدق معه القليل من الثوم ويخلط بالماء ثم يصفى ليبقى شراب يدعى البريكة جاهزة للشرب.