يزعم نظام الأسد أن قواته العسكرية استطاعت وحدها قهر تنظيم الدولة وطرده من مدينة تدمر الأثرية في ريف حمص الشرقي، وفي حين أن النظام لم ينكر مؤازرة حلفائه الروس جواً ينفي نفياً قاطعاً مشاركة قوات برية روسية أو غيرها في العمليات العسكرية، بيدَ أن معطيات ومعلومات أخرى تؤكد أن من أدار وقاد ونفّذ عملية السيطرة على تدمر هي القوات الروسية بعينها لا قوات الأسد. فمن هي تلك القوات؟
«مجموعة فاغنر»
هو الاسم غير الرسمي للشركة العسكرية الخاصة «فاغنر»، التي تجند المرتزقة الروس وتدربهم ثم ترسلهم للقتال في سورية. وهي أقرب إلى التشكيل المسلح الذي يؤدي مهام الجيش نفسها، لكنه منظم وممول من أفراد وليس من الدولة. غالباً ما تُستخدام «فاغنر» كوسيلة لتنفيذ مهام عسكرية قذرة في النزاعات المحلية والإقليمية، وكقوة بديلة للحفاظ على مكاسب روسيا في سورية، ولا سيما في الوصول إلى مرافق البنية التحتية لإنتاج النفط والغاز.
تأسست المجموعة على يد مجموعة من الضباط المتقاعدين من مختلف صنوف التشكيلات العسكرية الروسية، وتوجد قاعدة تدريبها في منطقة كراسنودار (مركز مولكينو). تم تشكيلها عام 2015، رغم أن فلاديمير بوتين قد دعم مبدأ إنشائها عام 2012، بعدما رأى فيها «أداة نفوذ في تحقيق المصالح القومية الروسية دون مشاركة مباشرة من الدولة».
بدأت «فاغنر» أولى عملياتها بنزع سلاح الوحدات الأوكرانية في شبه جزيرة القرم عام 2014. ثم قدمت مساعدات وخبرات كبيرة في تنظيم القوات المسلحة بإقليم دونباس ضد سلطات كييف الشرعية. انتقلت المجموعة إلى سورية في تشرين الأول 2015، حيث تلقت أولى خسائرها البشرية أثناء قصف إحدى القواعد العسكرية الروسية بالهاون. شارك عناصر المجموعة في استعادة مدينة تدمر من تنظيم الدولة في آذار 2016، وفي السيطرة على عاصمة الشمال حلب أواخر العام نفسه.
قدر عدد المجموعة عند تأسيسها بحوالي 400 شخص، وأصبح 1600 عام 2016، ومع بداية عام 2017 وصل إلى 2500 مرتزق تدفع رواتبهم نقداً. فيتلقى العنصر أثناء الخدمة في أراضي روسيا 80-100 ألف روبل شهرياً (1400- 1750 دولار أميركي تقريباً)، أما في سورية فيأخذ ضعفي هذا المبلغ، إضافة إلى مهمات القتال والتعويضات. وفي حال الموت يُدفع للأسرة ما يصل إلى 5 ملايين روبل (أقل بقليل من تسعة آلاف دولار)، بشرط عدم الكشف عن مكان الوفاة.
ووفقاً لموقع Fontanka.ru فإن «مجموعة فاغنر» فقدت حوالي 32 شخصاً، وأصيب 80 آخرون بجروح خطيرة، أثناء القتال في سورية بين خريف 2015 وربيع 2016. إلا أن بعض التقارير الإعلامية ذكرت معلومات حول ازدياد عدد قتلى المجموعة بشكل واضح في النصف الأول من عام 2017، إذ غالباً ما تقع الخسائر الرئيسية للروس في سورية على «مجموعة فاغنر»، لأنها تعد الجزء الرئيس من القوات البرية في المناطق الساخنة. كذلك وقع على عناصر المجموعة اختبار أحدث الأسلحة، على حد تعبير وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.
يعد «الفيلق السلافي» نموذجاً أولياً لـ«مجموعة فاغنر»، وقد قاتل في سورية أيضاً، منذ عام 2013، لكنه لوحق في روسيا بتهمة الارتزاق وتم حله. |
مقتل احد مرتزقة واغنر, "ابومسلموف مسلم" قتل في الاشتباكات مع تنظيم الدولة شرق دير الزور, يذكر انه قاتل في شرق اوكرانيا سابقا. |
الألوية الروسية
التي تنشط على الأرضي السورية فهي :
اللواء 20 مستقل
اللواء 200 مدفعية
اللواء 291 مدفعية صاروخية
الفرقة 66 اتصالات وتشويش الكتروني
الألوية 24 و37 و74 ألوية ميكانيكية
اللواء 58 مشاة ميدانية
اللواء 27 مشاة متحرك
الفرقة 33 ميكانيكية من الجيش 49 تم سحبها من شرق أوكرانيا، الفرقة إسبارتا سيئة الصيت والمعروفة بالأعمال الإجرامية
اللواء 336 مشاة بحرية
الفرقة الجوية 960 والمتواجدة في مطار حميميم.
مقتل ديمتري يويتش وهو مرتزق صربي تابع لشركة واغنر الروسية |
أين تنتشر القوات الروسية؟
أماكن انتشار تلك القوات حيث تتوزّع على:
قاعدة طرطوس
قاعدة حميميم بريف جبلة
مركز صنوبر بريف اللاذقية
الكلية البحرية مركز اسطامو
مركز ابن الهيثم بحمص
مركز مصياف
نادي الفروسية بحماة
قرية جب رضا بريف حماة
مركز الاستطلاع والتشويش الالكتروني بمنطقة القابون بدمشق
مطار الضبعة
مطار شعيرات
مطار القامشلي
مركز صلنفة.
أحد المواقع لمليشيات (واغنر) الروسية |
مصادر روسية تقول أن هناك مفاوضات بين الروس وتنظيم الدولة لاطلاق سراح المعتقلين الروسيين الذين اعتقلهما تنظيم الدولة قبل مدة في ريف حمص الشرقي |
أنواع القوات الروسية المتواجدة
وذكر أسماء أنواع القوات الروسية المتواجدة في سوريا وهي:
1.قوات جوية
2.قوات رادار
3.قوات إشارة
4.قوات تشويش الكتروني
5.قوات مدفعية
6.قوات صواريخ أرض أرض
7.قوات تأمين إداري ولوجستي ومهندسين
8.قوات دفاع جوي
9.قوات برية.
من المثير للاهتمام أيضاً أن قصة «مجموعة فاغنر» تحولت إلى أسطورة، إذ قُدّمت للمجتمع الروسي كنوع من «روبن هود» روسي يقوم بأعمال «جيدة» في سورية، على الرغم من الأدلة الدامغة التي تؤكد قيامها بعمليات تعذيب ومجازر حرب وإبادة. لا سيما بعد نشر شريط فيديو، في 30 حزيران 2017، يُظهر عدداً من مرتزقة «فاغنر» وهم يعذبون شاباً سورياً، ويُسمع فيه بوضوح الكلام والموسيقى الروسيان، ويظهر على كتف أحد المرتزقة اقتباس باللغة الروسية يقول: «أنا فقط سأؤلمك جداً، جداً».