وتتوالى النكبات والأخبار الحزينة. فلا يكاد يمر علينا يوما إلا ونفقد أحد أحبابنا وأصحابنا في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها. فتشاء الأقدار أن نفقد خيرة شبابنا وأعز اهالينا. فإما أخ عزيز أو والد صبور أو أم حنونة أو صديق عشنا معه ذكرياتنا الجميلة أو جار لنا معه تجارب لا تنسى. فمن لم يمت بالقصف مات بالألغام ومن نجا من كلاهما مات غما في بلاد المغترب. نجلس نتابع صفحات الأخبار فلا نجد فيها سوى أخبار الموتى ومآسي التشرد. وصلنا لمرحلة لم نعد نستطيع النوم رغم تعبنا ولم نعد نستطيع أن نتلذذ بطعم الراحة ولو لساعة واحدة. والأشد من ذلك أننا مشتتون كل في بلد ومنطقة . حتى أننا لا نستطيع أن نكحل أعيننا بنظرة أخيرة عليهم أو حتى أن ندفنهم في ثرى الوطن. رحمة الله عليك يا أستاذنا ويا معلمنا أبا محمد ورحمة الله على جميع أصحابنا وأحبتنا الذين فقدناهم واحد تلو الآخر.
يا الله يا رب ... إن الذي يحدث لم نعد نحتمله فقد طمى الخطب وازدادت المحن وليس لنا منجً إلا إليك يا الله
أنشر بركاتك ورحمتك على من تبقى من أهالينا وانصرنا على القوم الظالمين.
"إلى الله وكلت أمري وما خاب عبدا على الله اتكل " هذا كان أخر ما نشره الأستاذ رشيد الشهبي ونقول حسبك الله ورزقك الجنة